سامي نعمان

سامي نعمان

تابعنى على

إرهاب الحوثي يطال جماعة التبليغ

Tuesday 16 April 2024 الساعة 11:12 am

لم تتعرض جماعة الدعوة والتبليغ الدينية الوعظية والناشطون فيها منذ نشأتها ونشاطها في كافة الدول الإسلامية وغير الإسلامية للإجرام والقمع والتنكيل كالذي تعرضت له في عهد ميليشيا الحوثي العنصرية الإجرامية القذرة.. حاليا أنشطة الجماعة متوقفة في اليمن للمرة الأولى عبر التاريخ.

"التبليغ" جماعة دينية اجتماعية متجاوزة للأحزاب والمذاهب والمناطق والخلافات السياسية عملها بسيط يقوم على الوعظ الميسر في المساجد دون إغراق وتعقيدات.. جماعة تركز على تعليم العامة خصوصا في الأرياف سور القرآن الكريم القصيرة وتقرأ لهم أحاديث من كتاب رياض الصالحين وتلقنهم أهدافها الواضحة والموجزة فيما تسمى بـ"الصفات الست".

لطالما كان النقد الموجه لجماعة التبليغ من الجماعات الدينية الأخرى، كالإصلاح، أنهم دراويش، وسلبيون، لا يهتمون للشأن العام وليس لديهم رأي وموقف ولا يتبنون موقفا في الانتخابات وليس لهم موقف في الانتخابات..

هذا مجاف للواقع جزئياً فأعضاء جماعة التبليغ قادمون من تيارات ومكونات مختلفة، من كل الأحزاب والأيديولوجيات، ويعبرون عن موقفهم بشكل فردي، لكن نشاطهم الجماعي يتجاوز الخلافات بما هو في المتفق الديني فقط..

جماعة التبليغ ليس لها أي أجندة أو مواقف أو برامج سياسية، وينخرط في نشاطها مواطنون من مختلف التيارات ومن توجهات مختلفة تبتعد عن خلافيات الحياة التي يسمونها "أمراض الأمة"، وتجتمع في موحدات الدين وأساسياته التي يتفق عليها الجميع حتى من ينتقدهم باستثناء العنصريين الحوثيين.. ويعتقدون أن صلاح الفرد وتصالحه مع ذاته ثم صلاح الأسرة، هو أساس لصلاح المجتمع.

جماعة التبليغ تقوم على تقوية المشاعر الروحانية للإنسان وارتباطه بربه وتعزيز الالتزام بالعبادات.. لديهم منهج وهدف واحد وواضح لا يحتمل أجندات خفية يختزلونه في ما يعرف بـ"الست الصفات".. والست الصفات مختصرها تعزيز الوحدانية لله والصلاة الخاشعة والعلم مع الذكر وتعميق الارتباط بالمساجد بما هي مقرات نشاطهم لا غيرها وإحداها وأخراها الخروج معهم بالنية والبطانية للتبليغ وبذل الجهد في الدعوة والتبليغ.

طبعاً؛ أكثر ما يؤخذ عنهم أنهم يُحرجون الناس أحيانا ويرفسون ربما لإقناعهم بالخروج معهم بـ"النية والبطانية" وهذا هو الجهاد في سبيل الله لديهم.. الخروج يكون من مسجد إلى مسجد من قرية إلى قوية أو مدينة، لكن قطعيا ليس لديهم أدنى مصلحة أو عائد مالي أو انتهازية ولا يحلمون بمناصب.. الموضوع بأكمله جهد طوعي لتعزيز الروابط والعلاقات الدينية الذاتية وبالمجتمع والمسلمين.

لكن العنصري القذر عبدالملك الحوثي وجماعته اللصوصية المجرمة لم يتركهم إذ يعادي كل من لا يردد شعارهم العنصري العفن.. وأصدروا فرمانات بحظر أنشطة جماعة الدعوة والتبليغ.

أغلب القيادات الحوثية في كل المحافظات تعرف جماعة التبليغ منذ عقود وتعرف أنهم "دراويش" الله، ليسوا بعلماء ولا يريدون أن يتعلموا أكثر من حاجة إيصال تعاليم الدين ببساطة للجميع العالم والمتعلم والأمي.. يكررون ذات الأحاديث والوعظ منذ نصف قرن ولا يملون.. حتى إن كان لدى كثير منهم علم واسع فلا يستعرض به مطلقا، بل يبقي اتصاله بالناس مقتصراً تحت سقف قصار سور القرآن ورياض الصالحين والست الصفات.

الحوثية جماعة إرهابية طائفية إجرامية لا تريد أن ترى شخصا أو جماعة ينشط خارج قطيعها المستعد لكل رذيلة وجريمة وإرهاب، المردد بعمى بلا أخلاق لكل ما تقوله والمنفذ بلا اعتراض لكل ما تمليه.. ميليشيا إرهابية مرتزقة هاجمت وصفت الأحزاب والتيارات السياسية وقتلت وأهانت حلفاءها أكثر مما قتلت أعداءها.. لا عهد لها ولا ذمة ولا ميثاق.. مجرمون إرهابيون بلا ضمير وقطاع طرق بلا أدنى مروءة  أو شرف..

الحوثيون إرهابيون سفلة ودجالون، يظهرون معتدلين وبخطاب مدني أمام العالم وفي وسائل التواصل، فيما هم في الواقع أحقر مجرمين ومرتزقة عرفوا في التاريخ في الواقع.

لم توقر ميليشيا الحوثي العنصرية يمنياً، أهانت اليمنيين وامتهنت كرامتهم من شيخ القبيلة إلى راعي الغنم الذي يرعى في الجبال منذ عشرات السنين لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه جاء الحوثيون فمنعوه من الرعي لأنهم حولوا الجبل إلى موقع عسكري واتهموا راعي الغنم الأمي ذي السبعين عاما بأنه ينقل إحداثيات..

منعوا الغاز ومنعوا النساء من الاحتطاب في الجبال التي حولوها معسكرات بحجة الإحداثيات والحرب الناعمة..

ما الذي تبقى لليمنيين من كرامة في ظل هذا الحكم العنصري القبيح.. ماذا يعني أن يحكمك المراهق الفاجر عبدالملك الحوثي غلام وأجير إيران على حساب كرامتك ودينك ومستقبلك وحضارتك..

ماذا يعني السلام مع رجل عنصري مريض مأزوم ومرتزق رخيص كعبدالملك الحوثي الذي يقود جماعة عنصرية إجرامية تحكم بالإرهاب والهمجية.

لا حل ولا انتصار ولا إنصاف لكرامة اليمني إلا بمحاربة الفكر العنصري وحاملوه حتى النهاية حتى يسلموا أن أصغر وأضعف معتقل اختطفه المجرم عبدالملك الحوثي له من الحقوق في السلطة والدولة والعدالة ما للحوثي نفسه.. محاربة الفكر والهمجية عسكريا وفكريا وسياسياً وفنيا وثقافيا.. لن تقوم لليمن قائمة، ولن يكون لليمني كرامة أيا كان توجهه طالما استمر الحوثي صاحب سلطة مطلقة حتى على قرية واحدة في مران بمديرية حيدان..

الحل في هزيمة المشروع الحوثي واجتثاث جذوره العنصرية إلى غير رجعة، وعدا ذلك هراء وتسليم رقاب اليمنيين لميليشيا إرهابية عنصرية بلا أخلاق ولا إنسانية ولا تعرف معنى للكرامة.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك