نداء لمواجهة طوفان الحقد والكراهية الذي يغذيه كوفيد19

العالم - Friday 08 May 2020 الساعة 11:52 pm
نيوزيمن، الأمم المتحدة:

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى تحرك عالمي متضافر للقضاء على "تسونامي" خطاب الكراهية الذي ارتفع إلى جانب جائحة كوفيد-19.

وفي رسالته بهذا الشأن قال الأمين العام: "لا يعبأ مرض فيروس كوفيد-19 لا بمن نحن، ولا بحيث نعيش، ولا بما نؤمن ولا بأي فرق آخر يفصل بيننا. ونحتاج إلى كل مثقال بحوزتنا من التضامن لنواجهه معا. ومع ذلك، فما فتئت الجائحة تطلق العنان لطوفان من مشاعر الحقد وكراهية الأجانب وإلقاء اللوم على الغير وبث الرعب في الناس."

وسرد غوتريش أمثلة على خطاب الكراهية الذي ظهر خلال الأزمة، بدءا من المشاعر المعادية للأجانب، إلى نظريات المؤامرة المعادية للسامية والهجمات ضد المسلمين.

كبش فداء

كما تم "إهانة" المهاجرين واللاجئين واتهامهم على أنهم مصدر للفيروس، ومن ثم حرموا من الحصول على العلاج، بحسب الأمين العام. الأمر الذي أشار إليه أيضا أنطونيو فيتورينو، المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، يوم الخميس، في مؤتمر صحفي افتراضي من جنيف.

وأكد فيتورينو أنه بالإضافة إلى التهديد الصحي المباشر لعدوى فيروس كورونا، يواجه المهاجرون أيضا وصما متزايدا يجب حمايتهم منه. وشدد على أن السماح بتزايد خطاب الكراهية وكره الأجانب دون التصدي له، يهدد أيضا بتقويض استجابة الصحة العامة للجائحة.

كبار السن لم يسلموا أيضا من خطاب الكراهية حيث لفت الأمين العام الانتباه إلى أفكار شنيعة توحي بأن "كبار السن، الذين هم من أشد الناس تأثرا بالمرض، هم أيضا أوَّلُ من يمكن الاستغناء عنهم".

في غضون ذلك، تم استهداف الصحفيين والأخصائيين الصحيين وعمال الإغاثة والمدافعين عن حقوق الإنسان وغيرهم لمجرد قيامهم بعملهم.

"من واجبنا أن نبادر إلى تعزيز مناعة مجتمعاتنا من فيروس الكراهية"، شدد الأمين العام موضحا أنه لهذا السبب يوجه اليوم "نداء من أجل العمل بكل ما في وسعنا لإنهاء خطاب الكراهية على الصعيد العالمي".

مسؤولية وسائل التواصل الاجتماعي

وقال إن وسائل الإعلام، وخاصة شركات وسائل الإعلام الاجتماعية، يمكنها أيضا القيام بالمزيد للإبلاغ عن المحتوى العنصري وكراهية النساء وغير ذلك من المحتوى الضار وإزالته.

وتابع غوتيريش قائلا: "أدعو المجتمع المدني إلى تعزيز تواصله مع الأشخاص الضعفاء والفاعلين الدينين ليكونوا بمثابة قدوة في الاحترام المتبادل".

وأضاف "وأطلب من الجميع، في كل مكان، مناهضة الكراهية ومعاملة بعضهم البعض بكرامة واغتنام كل فرصة لنشر قيم اللطف".

ما فتئت الأمم المتحدة تحتشد ضد ما وُصف بأنه موجة قوية من كراهية الأجانب والعنصرية والتعصب.

وفي هذا السياق، أطلق الأمين العام استراتيجية وخطة عمل الأمم المتحدة بشأن خطاب الكراهية لتعزيز هذه الجهود، التي تحدد الالتزامات التي تشمل دعم البلدان في وضع السياسات.

"فلنعمل من أجل القضاء على خطاب الكراهية وعلى جائحة كـوفيد-19 في آن معا."