"تفاهم ثنائي" بدلاً عن اتفاق.. تفاوض أميركي - إيراني سري لخفض التوتر

العالم - Friday 16 June 2023 الساعة 05:10 pm
نيوزيمن، وكالات:

قالت وكالة "رويترز"، الجمعة، نقلا عن مسؤولين إيرانيين وغربيين، إن الولايات المتحدة تجري محادثات مع إيران لرسم خطوات يمكن أن تؤدي للحد من البرنامج النووي الإيراني وإطلاق سراح بعض المواطنين الأميركيين المحتجزين وإنهاء تجميد بعض الأصول الإيرانية في الخارج.

ويمكن وصف هذه الخطوات على أنها "تفاهم" لا اتفاق يتطلب مراجعة من الكونغرس الأميركي، حيث يعارض الكثيرون منح إيران مزايا بسبب مساعدتها العسكرية لروسيا وأعمالها القمعية في الداخل ودعمها لوكلاء يهاجمون المصالح الأميركية في المنطقة.

وبعد أن فشلت في إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم، في عام 2015، تأمل واشنطن في استعادة بعض القيود على إيران لمنعها من الحصول على سلاح نووي يمكن أن يهدد إسرائيل ويثير سباق تسلح بالمنطقة. 

وتقول طهران إنها لا تطمح إلى تطوير سلاح نووي.

وكان اتفاق 2015، الذي انسحب منه، في عام 2018، الرئيس الأميركي آنذاك، دونالد ترامب، يضع حدا لتخصيب طهران لليورانيوم عند درجة نقاء 3.67 في المئة ومخزونها من هذه المادة عند 202.8 كلغ، وهي حدود تتجاوزها طهران منذ ذلك الحين.

ويبحث مسؤولون أميركيون وأوروبيون عن طرق لكبح جهود طهران النووية منذ انهيار المحادثات الأميركية الإيرانية غير المباشرة.

 وتوضح الرغبة في استئناف المناقشات تنامي الشعور في العواصم الغربية بضرورة التعامل مع برنامج إيران.

وتنفي الحكومة الأميركية تقارير عن سعيها إلى اتفاق مؤقت، مستخدمة وسائلها للإنكار المعدة بعناية لتترك الباب مفتوحا أمام احتمال "تفاهم" أقل رسمية يمكن أن يتجنب مراجعة الكونغرس، بحسب ما ذكرته رويترز.

ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية، مات ميلر، وجود أي اتفاق مع إيران.

غير أنه قال إن واشنطن تريد من طهران تخفيف حدة التوتر وكبح برنامجها النووي ووقف دعم جماعات بالمنطقة تنفذ هجمات بالوكالة ووقف دعم الحرب الروسية على أوكرانيا والإفراج عن مواطنين أميركيين محتجزين.

وأضاف "نواصل استخدام وسائل التواصل الدبلوماسية لتحقيق كل هذه الأهداف"، وذلك دون الخوض في تفاصيل.

في حين قال مسؤول إيراني لرويترز: "أطلق عليه ما تريد، سواء اتفاق مؤقت أو اتفاق مرحلي أو تفاهم مشترك.. الجانبان كلاهما يريد منع المزيد من التصعيد".

وأضاف إنه في البداية "سيشمل ذلك تبادل سجناء وإطلاق سراح جزء من الأصول الإيرانية المجمدة".

وأكد أن الخطوات الأخرى قد تشمل إعفاءات من العقوبات الأميركية المرتبطة بإيران لتصدير النفط مقابل وقف 60 في المئة من تخصيب اليورانيوم وتعاون إيراني أكبر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية ذكرت الخميس ان إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، تتفاوض بهدوء مع إيران للحد من برنامج طهران النووي وإطلاق سراح الأميركيين المسجونين، موضحة  نقلا عن مسؤولين من ثلاث دول،  أن ذلك يأتي في إطار الجهود الأميركية لتخفيف التوترات وتقليل مخاطر المواجهة العسكرية مع طهران.

وأفادت الصحيفة الأميركية، أن الهدف الأميركي، يتمثل في التوصل إلى اتفاق غير رسمي وغير مكتوب، يسميه بعض المسؤولين الإيرانيين "وقف إطلاق النار السياسي".

وسيهدف هذا الاتفاق، بحسب الصحيفة، إلى منع مزيد من التصعيد في علاقة وصفتها بـ"العدائية طويلة الأمد"، موضحة أنها أصبحت أكثر خطورة مع تكديس إيران لمخزون من اليورانيوم عالي التخصيب بالقرب من درجة تجهيز القنبلة، فضلا عن تزويدها لروسيا بطائرات من دون طيار لاستخدامها في حربها  بأوكرانيا.

وحصلت الصحيفة على تأكيدات بشأن الخطوط العريضة للمحادثات من قبل ثلاثة مسؤولين إسرائيليين كبار ومسؤول إيراني ومسؤول أميركي. 

وأوضحت أن المسؤولين الأميركيين لم يناقشوا الجهود المبذولة للإفراج عن السجناء بالتفصيل، باستثناء ما قالوه بإن ذلك أولوية أميركية عاجلة.

ووفقا للصحيفة، تعكس المحادثات غير المباشرة، التي يجري بعضها هذا الربيع في سلطنة عمان، استئناف الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران بعد أكثر من عام من تعثر المفاوضات لاستعادة الاتفاق النووي للعام 2015.

وكشفت الصحيفة أن هذا الاتفاق يركز على الحد بشدة من أنشطة إيران النووية مقابل تخفيف العقوبات.

وسرّعت إيران برنامجها النووي بعد أشهر من انسحاب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق وفرضه سلسلة من العقوبات الجديدة على طهران، في عام 2018.

وستوافق إيران بموجب اتفاق جديد، وصفه مسؤولان إسرائيليان للصحيفة الأميركية بأنه "وشيك"، بعدم تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز مستوى إنتاجها الحالي البالغ 60 في المئة. 

وذكرت الصحيفة أن هذه النسبة أقل من درجة نقاء 90 في المئة اللازمة لصنع سلاح نووي، وهو مستوى حذرت الولايات المتحدة من أنه سيؤدي إلى رد فعل قاسي.

وقال مسؤولون إيرانيون للصحيفة إن إيران ستوقف أيضا هجماتها التي تستهدف المتعاقدين الأميركيين في سوريا والعراق من قبل وكلائها في المنطقة، وستوسع تعاونها مع المفتشين النوويين الدوليين، وستمتنع عن بيع الصواريخ الباليستية لروسيا.

وذكرت "نيويورك تايمز" أنه في المقابل، تتوقع إيران أن تتجنب الولايات المتحدة تشديد العقوبات التي تخنق اقتصادها بالفعل، وعدم الاستيلاء على ناقلات النفط الأجنبية كما فعلت، في أبريل الماضي، بالإضافة إلى التوقف عن إصدار قرارات عقابية جديدة في الأمم المتحدة أو الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد إيران بسبب نشاطها النووي.