قلق أميركي متصاعد من نووي روسيا.. بايدن: تهديد بوتين "حقيقي"

العالم - Thursday 22 June 2023 الساعة 07:40 pm
نيوزيمن، إندبندنت:

قال الرئيس الأميركي جو بايدن: إن تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام أسلحة نووية تكتيكية "حقيقي"، وذلك بعد أيام من إدانته نشر روسيا أسلحة من هذا النوع في بيلاروس.

ووصف بايدن إعلان بوتين بأن روسيا نشرت أولى أسلحتها النووية التكتيكية في بيلاروس بأنه "غير مسؤول على الإطلاق".

وقال بايدن خلال لقائه مع مجموعة من المانحين في كاليفورنيا، "عندما كنت هنا قبل سنتين تقريباً وقلت إنني متخوف من جفاف نهر كولورادو، نظر الجميع إليّ وكأنني مجنون".

وأضاف "نظروا إليّ كما فعلوا حين قلت إنني متخوف من استخدام بوتين لأسلحة نووية تكتيكية. هذا التهديد حقيقي".

وكان الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أعلن الأسبوع الماضي، أن بلاده بدأت تتسلم أسلحة نووية تكتيكية روسية وصف بعضها بأنها أقوى بثلاثة أضعاف من القنبلتين الذريتين اللتين ألقتهما الولايات المتحدة على هيروشيما وناغازاكي عام 1945.

ويعد نشر هذه الأسلحة أول تحريك روسي لرؤوس حربية كهذه –هي أسلحة نووية أقصر مدى وأقل قوة يمكن استخدامها في ساحة المعركة– خارج روسيا منذ سقوط الاتحاد السوفياتي.

وأكدت الولايات المتحدة أنها لا تعتزم تغيير موقفها من الأسلحة النووية الاستراتيجية رداً على نشر الأسلحة النووية الروسية وأنها لا ترى أي مؤشرات إلى أن روسيا تستعد لاستخدام سلاح نووي.

وفي مايو رفضت روسيا انتقاد بايدن لخطتها القاضية بنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس وأفادت بأن الولايات المتحدة تنشر أسلحة نووية كهذه في أوروبا منذ عقود.

وتراقب الولايات المتحدة وحلفاؤها نشر الأسلحة النووية الروسية عن كثب وكذلك تفعل الصين التي حذرت مراراً من استخدام أسلحة نووية في الحرب الدائرة في أوكرانيا.

استراتيجية عسكرية جديدة

في وقت سابق من العام الجاري، أوردت دورية تابعة لوزارة الدفاع الروسية أن موسكو تطور نوعاً جديداً من الاستراتيجيات العسكرية يتضمن استخدام أسلحة نووية للحماية من أي عدوان أميركي محتمل.

ويعد ذلك أحدث تصريحات في سلسلة من التصريحات القتالية التي يدلي بها ساسة ومعلقون روس بعد غزو أوكرانيا.

وأشار المقال الذي نشِر في مجلة "فوينايا ميسل" ("الفكر العسكري") إلى أن موسكو ستكون مستعدة إذا لزم الأمر لنشر ترسانتها النووية الضخمة.

وعلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العمل بمعاهدة تاريخية للحد من الأسلحة النووية، وأعلن عن وضع أنظمة استراتيجية جديدة في الخدمة القتالية، وهدد باستئناف التجارب النووية.

وعلى رغم تأكيد موسكو أنها لن تستخدم أسلحة نووية إلا في حالة تهديد وحدة أراضي روسيا، يشير حلفاء لبوتين بانتظام إلى أن الكارثة قد تكون قريبة.

وسبق وحذر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي -الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف- من أن استمرار تزويد الغرب لكييف بالأسلحة يخاطر بكارثة عالمية، منبهاً من أن العالم ربما يكون على شفا حرب نووية بسبب أوكرانيا.

وفي حين شدد الرئيس الروسي السابق أن بلاده لا يمكن أن تستخدم السلاح النووي إلا "إذا تعرضت لعدوان يهدد بقاءها"، اعتبر في ذات الوقت أن احتمال نشوب حرب نووية ليس قائما فحسب بل آخذ في الازدياد.

وأردف: "العالم مضطرب ومن المحتمل جدا أن يكون على شفا حرب عالمية جديدة".

وبعد تعليق موسكو العمل بمعاهدة 

الحد من الأسلحة النووية الأسبوع الماضي، انتقدت الولايات المتحدة روسيا لانسحابها من المعاهدة.

وقالت وكيلة الخارجية الأميركية لشؤون مراقبة الأسلحة بوني جينكينز، "تظهر روسيا للعالم مرة أخرى أنها ليست قوة نووية مسؤولة".

تعاطف بوتين السابق مع الخيارات النووية

بينما أكد بوتين أن موسكو لن تنسحب من الاتفاقية تماماً، وأفادت وزارة الخارجية الروسية بأن بلادها ستحترم القيود المفروضة على الأسلحة النووية.

ومع ذلك، يظهر أيضاً تفضيل بوتين للخيارات النووية التي جرى التعبير عنها في بعض الأحيان خلال النزاع في أوكرانيا.

وفي مارس 2022، أصدرت روسيا قائمة موسعة بالبلدان التي اعتبرت أنها تتخذ "إجراءات غير ودية" ضد البلاد وسط غزو أوكرانيا –واحتلت الولايات المتحدة مكانة بارزة.

وكرر بوتين هذه العبارة في يوليو عندما لم يهنئ الرئيس الأمريكي جو بايدن بيوم الاستقلال الأميركي.

 وجرى توسيع القائمة الآن لتشمل 49 دولة، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي كلها واليابان. 

في وقت لاحق من مايو اتخذ بوتين موقفاً دفاعياً إذ قال إن الغرب يتطلع إلى غزو القرم ويمكنه استخدام أسلحة نووية للمساعدة في ذلك.

وأضاف في بيان، "في كييف كانوا يقولون إنهم قد يحصلون على أسلحة نووية وبدأ حلف شمال الأطلسي في استكشاف الأراضي القريبة منا وأصبح ذلك تهديداً واضحاً لنا ولحدودنا".

وشدد على هذا الموقف في بيان صدر في سبتمبر عندما ذكر أن القادة الغربيين كانوا يشاركون في "ابتزاز نووي" ضد موسكو.

ما هي الأسلحة النووية التي تمتلكها روسيا؟

وبحسب الخبراء فإن روسيا تمتلك أكبر مخزون من الأسلحة النووية في العالم.

واعتباراً من عام 2023، تمتلك روسيا حوالى 5977 رأساً نووياً، ويقدّر أن 1500 رأس حربي تنتظر تفكيكها، وأن 2565 رأساً حربياً استراتيجياً منشورة.

كما تمتلك روسيا 466 من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات، وفق "نشرة العلماء الذريين" Bulletin of the Atomic Scientists.

وكذلك ورثت أوكرانيا عدداً كبيراً من الأسلحة النووية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، لكن البلاد قررت نزع السلاح النووي بالكامل بموجب مذكرة بودابست الموقعة عام 1994.