روسيا.. مجموعة "فاغنر" تعلن تمرداً مسلحاً ضد قادة الجيش

العالم - Saturday 24 June 2023 الساعة 04:44 pm
نيوزيمن، وكالات:

أفادت وكالة الأنباء الروسيّة الرسميّة "تاس" السبت، بتشديد الإجراءات الأمنيّة في موسكو في أعقاب دعوة قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين إلى تمرّد مسلّح ضدّ القيادة العسكريّة الروسيّة.

ونقلت "تاس" عن مسؤول أمني لم تسمّه قوله، إنّ "الإجراءات الأمنيّة شُدّدت في موسكو.. المواقع الأكثر أهمّية تخضع لإجراءات أمنيّة مشدّدة"، وكذلك "أجهزة الدولة ومنشآت النقل".

بداية التمرد

وكان قائد مجموعة فاغنر اتهم الجيش الروسي بقصف معسكرات لقواته.. ما أدى إلى مقتل عدد ضخم من أفراده.

وتوعد قائد مجموعة فاغنر بالانتقام بعد قصف الجيش الروسي قواته.

وفي وقت لاحق أعلن رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين أن قواته عبرت الحدود الأوكرانية إلى مدينة روستوف جنوبي روسيا، مهددا بأنه سيدمر كل من يعترض طريقه.

كما أعلن قائد فاغنر أن قواته أسقطت مروحية عسكرية روسية.

وقال يفغيني بريغوجين في رسالة صوتية على تلغرام: "نحن نُواصِل وسنذهب حتى النهاية" وذلك بعد إعلانه أن قواته "اجتازت (...) حدود الدولة" الروسية بعدما كانت منتشرة في أوكرانيا. مؤكدا أن لديه 25 ألف مقاتل.

وأضاف "نحن لا نقاتل سوى المحترفين"، ولا نريد قتل "أطفال".

 فتح تحقيق بالتمرد المسلح

وقال الكرملين السبت، إن المدعي العام الروسي أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين بفتح تحقيق حول محاولة للتمرد المسلح في البلاد.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين: إن المدعي العام إيغور كراسنوف "أبلغ فلاديمير بوتين بسياق فتح تحقيق جنائي بشأن محاولة تنظيم تمرد مسلح".

وأكد الكرملين أن الرئيس على اطلاع على مدار الساعة بالتقارير حول محاولة تنظيم تمرد مسلح.

وقال بيسكوف لوكالات أنباء روسية: إنّ "الأجهزة الخاصة، ووكالات إنفاذ القانون، أي وزارة الدفاع وجهاز الأمن ووزارة الداخلية والحرس الوطني، تُبلّغ الرئيس بشكل مستمرّ بالإجراءات المتّخذة لتنفيذ التعليمات التي أعطيت لها".

وكان نائب قائد الحملة الروسية في أوكرانيا الجنرال سيرجي سوروفيكين قد حث مقاتلي جماعة فاغنر في وقت سابق على التخلي عن مقاومتهم للقيادة العسكرية والعودة إلى قواعدهم.

وقال في رسالة مصورة نُشرت على تطبيق تيليغرام: "العدو يترقب تدهور الوضع السياسي الداخلي في بلادنا".

وذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء أن جهاز الأمن الاتحادي الروسي قال في وقت سابق الجمعة، إن تصريحات يفغيني بريغوجين رئيس جماعة فاغنر المتعلقة بالانتقام بناء على مزاعم قصف موسكو لقواته ترقى إلى حد الدعوة لبدء صراع أهلي مسلح.

 وحث مقاتلي فاغنر على اعتقال 

بريغوجين.

إجراءات أمنية مشددة

في الأثناء، نشرت القوات الروسية نقاط تفتيش عسكرية بالقرب من مقر المنطقة العسكرية الجنوبية في مدينة روستوف، وتم تسيير دوريات للشرطة بوسط المدينة، إضافة إلى تحليق مروحيات عسكرية فوق المنطقة.

وأكد حاكم مقاطعة روستوف، فاسيلي غولوبيف، أن وكالات إنفاذ القانون تبذل كل ما هو ضروري لضمان سلامة سكان المقاطعة.

وكتب غولوبيف على قناته في تيليغرام: "الوضع الحالي يتطلب أقصى تركيز لجميع القوات للحفاظ على النظام. تقوم وكالات إنفاذ القانون بكل ما هو ضروري لضمان سلامة سكان المقاطعة".

من جهة أخرى، أعلنت منطقة ليبيتسك غربي روسيا تشديد الإجراءات الأمنية، ودعت السكان للامتناع عن السفر للمناطق الجنوبية، وخاصة إلى منطقة فورونيج.

ونقل موقع روسيا اليوم الإخباري عن بيان لأرتامونوف: "وفقا لنتائج اجتماع مقر العمليات، تم اتخاذ قرار بتعزيز الإجراءات الأمنية في المقاطعة.. وسيتم إيلاء اهتمام خاص لمرافق البنية التحتية الحيوية. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح سكان المقاطعة الآن بالامتناع عن السفر إلى الجنوب، ولا سيما مقاطعة فورونيج".

 ونشرت القوات الروسية نقاط تفتيش عسكرية بالقرب من مقر المنطقة العسكرية الجنوبية في مدينة روستوف، وتم تسيير دوريات للشرطة بوسط المدينة، إضافة إلى تحليق مروحيات عسكرية فوق المنطقة.

كما تم تشديد الإجراءات الأمنية قرب جميع المراكز والمؤسسات المهمة في العاصمة موسكو ونشر حراسة إضافية حولها.

وأظهرت صور متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي ونشرتها أيضا وسائل إعلام إلكترونية، مركبات عسكريّة تسير في المدينة قرب وزارة الدفاع وفي أحد المواقع أمام مجلس الدوما على بُعد عشرات الأمتار من الكرملين.

واشنطن وكييف تراقبان 

وفي أول تعليق خارجي على التطورات المفاجئة في روسيا  قال مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض في بيان مقتضب، إنه يراقب تطورات الوضع في روسيا وسيتشاور مع الحلفاء والشركاء بخصوصها.

وقال آدم هودج المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي: إن البيت الأبيض يراقب الوضع المتعلق بروسيا وجماعة فاغنر العسكرية الخاصة، مضيفا إنه سيتشاور مع الحلفاء والشركاء بخصوص تلك التطورات.

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية في تغريدة على تويتر: "نحن نراقب" الوضع.

و أعلن قائد الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف، أنّ فاغنر والجيش الروسي بدآ "يفترسان بعضهما البعض للحصول على السلطة والمال".

تأسيس فاغنر

يذكر أن مجموعة فاغنر التي تأسست من مجموعة متطوعين من خارج الجيش والأمن شاركت لأول مرة في الصراع الأوكراني الروسي عام 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم بعد استفتاء شعبي، وفقًا لكاترينا دوكسسي، الخبيرة في مجموعة فاغنر من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية غير الربحي.

وتقدر أعداد المجموعة بنحو 50 ألف مقاتل في أوكرانيا فقط، بحسب ما قاله المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي في مايو الماضي.

فيما يعتقد أن حوالي 40 ألف من مقاتلي مجموعة فاغنر كانوا في السجون ومدانون قضائيا، وفقاً لدوكسسي، حيث انتشر مقطع فيديو تم تداوله عبر الإنترنت يظهر يفغيني بريغوجين، يطلب من السجناء الانضمام إلى مجموعته.

ناشطة في إفريقيا 

أما خارج أوكرانيا، فتتهم مصادر غربية المجموعة بالتواجد في عدد من الدول الإفريقية والشرق أوسطية وبالمشاركة في صراعات إقليمية ومنها ليبيا سعيا نحو توسيع نفوذ روسيا، وفقاً لتقارير نشرها مركز مكافحة الإرهاب الأميركي في ويست بوينت.