تحذير أممي من "جرائم وحشية".. اشتباكات عنيفة بغزة وموجات نزوح نحو رفح

العالم - Wednesday 06 December 2023 الساعة 08:55 pm
نيوزيمن، وكالات:

احتدمت المواجهات الأربعاء، بين الجيش الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وسط تكثيف الغارات والقصف الإسرائيلي على الأحياء السكنية في شمال القطاع وجنوبه ونتج عنها سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى.

وكانت إسرائيل أعلنت مساء الثلاثاء، أن قواتها، مدعومة بطائرات حربية، وصلت إلى وسط مدينة خان يونس بجنوب غزة وتحاصر المدينة أيضا.. بينما قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إن مقاتليها خاضوا اشتباكات عنيفة مع الإسرائيليين.

 في غضون ذلك أدانت الخارجية الفلسطينية، الأربعاء، "المجازر المتواصلة" التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين بعد أن قامت بتوسيع اجتياحها البري لمناطق وسط وجنوب قطاع غزة.

وقالت الوزارة في بيان: إن إسرائيل تطلب من النازحين في قطاع غزة المزيد من النزوح "لحشرهم وتحديد حركتهم باتجاه واحد" نحو معبر رفح الحدودي مع مصر، فيما حذرت فصائل فلسطينية من الانسياق مع "مشروع التهجير" من غزة، مثمنة الموقف المصري الرافض له.

وأضافت: "إسرائيل أخذت تدرك أن المدة الزمنية التي تتمتع بها في حربها الدموية بدعم عدد من الدول آخذة في النفاد وأصبحت محدودة نسبيا، وعليه فهي تسابق الزمن عبر تكثيف اعتداءاتها وارتكاب أفظع الجرائم وبشكل غير مسبوق لتدمير كل ما تبقى من شمال القطاع واستكمال تدمير جنوبه، وفي طريقها إلى ذلك تقتل كل من تبقى على قيد الحياة أو تواجد في تلك الأمكنة".

وأردفت الخارجية الفلسطينية قائلة: إنه بات واضحا أن إسرائيل "تقوم بتحويل القطاع إلى ركام غير صالح للحياة، وتجبر مواطنيه بكل الوسائل على تركه، لتعلن فيما بعد وبهذا الأسلوب الوحشي أنها حققت أهدافها".

وعلى صعيد متصل قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الأربعاء، إن هناك احتمالا كبيرا لارتكاب "جرائم وحشية" في غزة، وحث طرفي الصراع على الامتناع عن ارتكاب مثل هذه الانتهاكات.

وأضاف للصحفيين في جنيف: "زملائي في حقوق الإنسان يصفون الوضع بأنه كارثي.. في هذه الظروف ثمة خطر كبير من وقوع جرائم وحشية".. وفقا لما ذكرته (رويترز).

وتابع: "هناك حاجة لاتخاذ إجراءات على نحو عاجل، للحيلولة دون ارتكاب مثل هذه الجرائم".

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان: "نزح نحو 1.9 مليون من أصل 2.2 مليون فلسطيني، ويتم دفعهم إلى أماكن آخذة في التقلص ومكتظة للغاية في جنوب غزة في ظروف غير صحية".

وتابع: "لقد توقفت المساعدات الإنسانية فعليا مرة أخرى مع انتشار المخاوف من انتشار الأمراض والجوع".

واستهجن المسؤول الأممي "التصريحات التحريضية والمهينة" التي يدلي بها مسؤولون إسرائيليون كبار وقيادات من حماس، والتي قال إنها يمكن أن يُنظر إليها على أنها تحريض على ارتكاب جرائم وحشية.

وقال: "لقد أظهر لنا التاريخ إلى أين يمكن أن توصل مثل هذه اللغة... هذا ليس مرفوضا فحسب، وإنما يمكن أن تعتبر أي محكمة صاحبة اختصاص هذه التصريحات في الظروف التي صدرت فيها تحريضا على ارتكاب جرائم وحشية".

 المتحدث باسم وكالة الأونروا كاظم أبو خلف، أعلن من جانيه أن اتصالات الوكالة مع خان يونس جنوب قطاع غزة انقطعت بسبب القصف الإسرائيلي. 

وقال أبو خلف، إن الجيش الإسرائيلي أصدر أوامر تطالب المواطنين الذين نزحوا من الشمال وغزة إلى مناطق الجنوب والمحافظات الوسطى بأن ينزحوا مرة أخرى لرفح.

ونقل متحدث الوكالة عن مصادر في الدفاع المدني أن عددا كبيرا من القتلى والجرحى سقطوا جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع "ودفنوا تحت الأنقاض وسط صعوبات انتشالهم".

وبحسب مصادر فلسطينية فإنه منذ انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة يوم الجمعة الماضي، سقط أكثر من 1240 قتيلا من المدنيين جراء القصف الإسرائيلي المتواصل. 

ومساء الثلاثاء أعلنت السلطات الصحية في غزة، أن عدد القتلى الفلسطينيين جراء الهجمات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر تجاوز 16250، منهم 7112 قاصرا و4885 امرأة، مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين ويرجح أن يكونوا مدفونين تحت أنقاض المباني التي تعرضت للقصف.

في حين كشف الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، عن مقتل 4 جنود في صفوفه خلال المعارك في قطاع غزة، مشيراً إلى ارتفاع عدد القتلى بين الجنود الإسرائيليين منذ بداية الصراع في 7 أكتوبر إلى 410 جنود منهم 84 ضابطا وجنديا قتلوا منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة.